باحثة أمريكية ترصد مشروع “الخرافة العرقيّة” لفرنسا في الجزائر
صدرت حديثا أول ترجمة عربية لكتاب “هويات استعمارية.. الصور النمطية والتحيّز والأعراق في الجزائر
المستعمرة”، للباحثة الأمريكية بتريشيا لورسن، عن دار الأمير للنشر والتوزيع والترجمة، من إنجاز ابتسام خضرة.
وتتناول بتريشيا لورسن، المختصة في الإيديولوجيات العرقية بالمستعمرات الفرنسية القديمة، من خلال مؤلفها الأكاديمي، استغلال التنوع العرقي في الجزائر كوسيلة للتحكم في المجتمع الجزائري أيام الاحتلال الفرنسي، بتركيزه على منطقة القبائل، من أجل عزلها عن باقي المناطق، وإيقاع الفتنة بين العرب والقبائل، باستعمال قضايا الهوية واللغات الجهوية .
وأشارت الكاتبة إلى تلغيم السكان بنظرية تسميها بـ “الخرافة القبائلية”، والتي أنتجت الصورة النمطية عن “القبائلي الجيّد” و”العربي الشرير”، بهدف محو الاسلام و الخصائص الثقافية للجزائريين وتعويضها بالقيم الثقافية والاجتماعية والسياسية الفرنسية، حتى يسهل لفرنسا السيطرة على الشعب الجزائري.
وتعدّ دراسة بتريشيا لورسن عن صوغ الهويات الاستعمارية ونشرها، تحفة رائعة في مجالها، وهي مساهمة مهمة في تاريخ الجزائر والفكر الفرنسي في القرن التاسع عشر. والتاريخ العام للاستعمار.
ونصح المختص فيليب نيلور، عبر مجلة دراسات شمال إفريقية، بقراءة الكتاب، لما فيه من محتوى قيم، فهو مهم لكل من يدرس تاريخ الشرق الأوسط وشمال إفريقية أو يدرّس موضوعات الموجة الاستعمارية الأوروبية الأخيرة، أو موضوعات تاريخ العالم العام.
وأوضح فيليب نيلور في مراجعته للإصدار أنّ لورسن كتبت بأسلوبها المتميز في التاريخ الفكري، فبحثت في تفصيل عميق خرافة القبائل التي صنعها الاستعمار الفرنسي، وبحثت في تطور الصور النمطية في التمييز العرقي خلال القرن التاسع عشر، معتبرا أنه يخدم أيضا الدراسات الأنتروبولوجية والإثنولوجية والاجتماعية المتصلة بالاستعمار.
لذلك فهو كتاب أساسي لكل من يدرس تاريخ المغرب العربي، حيث يخرج باستنتاجات على جانب كبير من الأهمية، كوْن مصادر بتريشيا لورسن غنية ومتنوعة، وهي ترجع إليها بدقة متناهية، ما يجعل قراءته في غاية المتعة والتثقيف، كما يسمح بتوسيع فهم القارئ كثيرًا لما كتبته المؤلفة بصورة مقنعة ومتقنة عن التطور التاريخي للمواقف التي أعقبت الاستعمار، لأنها ستمنحه في النهاية برهانا ساطعا على الدور المحوري للتصنيف العرقي في الفكر الاستعماري الحديث.
لقد دمجت الباحثة معارف ومناهج من ميادين مختلفة، من التاريخ وعلم الاجتماع والأنتروبولوجيا وفقه اللغة
والإثنولوجيا والأدب، ما يجعل عملها جذابا لدارسين من تخصصات مختلفة.
الرابط:
https://www.echoroukonline.com/باحثة-أمريكية-ترصد-مشروع-الخرافة-العر?fbclid=IwAR2vsayFN1UNfaybOXVLfXfDF1W9Zqbopp-TUBjPM2giFpKeZDogJD7TKnk
إرسال تعليق