بعد ان هدأت الاوضاع قليلا وبدات بعض خفايا الامور تتضح من مصادر متعددة ، دعونا نستعرض بهدوء ماحدث ونفكر بعقلانية وبدون الحماس الذى لا معنى له فى تحليل هذه الامور. فى البداية دعونا نؤكد انه لا يمكن لشخص كبروزجين ان يقوم بحركه تمرد إلا في حالتين:
١- ان يكون هناك خطه بينه وبين بوتين ربما ستظهر اهدافها لاحقا وهذه هى النظرية التى يتبناها معظم الاخوة العرب المناصرين لبوتين بدون تفكير
٢- ...او إن امريكا واوروبا اشترت ولاء بروزجين . (نظرية عربية خليجية اخرى)
وحتى لو فرضنا (لا اعتقد ذلك) ان الغرب اشترت ولاء بروزجين فلا يمكن ان يقوم بهذه المغامره لو لم يتلقى ضوء اخضر من بعض قادة الجيش بأنهم سيقومون بالوقوف بجانبه عند بدء تمرده، وهذا حدث فعلا بدليل فتح الطرق لقواته بدون مقاومة.
.
نحن نعلم علم اليقين ان امريكا واوروبا تريد اضعاف بوتين وهز روسيا من الداخل....لكن يستحيل ان تخطط لسقوطه بهذه الطريقه، هى فعلا تدخلت بطرق غير مباشرة لتسهيل حدوث اضطرابات داخل روسيا ولكن ليس بدفع اموال مباشرة لبروزجين.
.النقطة الاهم ان بروزجين ليس ساذجا، فهو يعلم تماما ان بوتين شرس وسوف يكون رد فعله فى منتهى القسوة ضده ، لذلك كانت
.تصريحات بوتين قويه جدا وصادمه لبروزجين والذي منذ تمرده لم يستهدف بوتين وهذا يوكد انه لم يكن هناك اتفاقا بين بروزجين وبوتين كما يدعى البعض. ولذلك ارسل بوتين رساله واضحه لبروزجين مع رئيس بيلاروسيا وهي إما أن ينهي تمرده المفاجىء او يتم سحقه وفى نفس الوقت ومن مصادر روسية عليمة،
بروزجين يبدوا انه تعرض لخيبة امل من الضباط الذين وعدوه للوقوف بجانبه
لذلك اختار ان يخرج من هذا المأزق بأقل الخسائر.
فقبل بعرض بوتين مقابل ان يتم ضمان حياته ويعيش في بيلاروسيا لذلك ترك بوتين مخرجا لبروزجين ولم يغلق عليه كل الابواب لانقاذ مايمكن انقاذه وانهاء هذا الوضع المحرج له.
وكعادته دائما ، سيقوم بوتين تحويل هذه الكارثة المهينة له التى حدثت الى مكسب فلا تنسوا ان روسيا مقبله على انتخابات
وبوتين استطاع انهاء التمرد دون ان يطلق رصاصه واحده، هذا ماسيدعيه وينشره فى وسائل اعلامه الموجهة للشعب الروسي طبعا.
.
_ كذلك ربما يلجا بوتين لتصفية شويغو وزير الدفاع ومساعده وتحميلهم مسئولية الفشل في اوكرانيا او سيتم تقليص نفوذهما كما طلب بروزجين تماما، لكن ليس الآن لكن ربما بعد اشهر لان بوتين لو فعل ذلك الان فسيتم اخذ الامر على انه استجابه لمطالب بروزجين وهذا سيعتبر اهانه كبيره بحق بوتين اما بروزجين فقد ترونه فشل لكنه في الحقيقه لم يخرج خالي الوفاض، ان تمرد بروزجين جعل من شكاوى فاغنر مشروعه كما انه سيعزز من قوة بروزجين وفاجنر فى المستقبل والقضايا التي اثارها بروزجين في روسيا سيظل صداها يلاحق بوتين على المدى القريب منها مثلا
-100 ألف جندي روسي قتلوا في أوكرانيا.
_اسر بلدان افريقيه لعناصر من مليشيات فاغنر.
_حرب أوكرانيا ليس هدفها حماية الروس في دونباس
بل حدثت بسبب جشع الأوليغارشية الذين خططوا لتقسيم الممتلكات فيما بينهم وهذه هى الحقيقة والتى تم خداع الشعب الروسي بها.
الخلاصة ماحدث لم يكن بالاتفاق بين بوتين وبروزجين، بل كان مفاجىء لبوتين، لم يدفع العرب اى اموال لبروزجين لعمل التمرد، الخاسر الاساسي فى هذا التمرد هو الشعب الروسي وبوتين بالطبع وهذا مايريده الغرب وزيلينيسكى.
Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT
إرسال تعليق