عقوبة السب و الشتم عبر مواقع التواصل الإجتماعي في الجزائر

 


في الجزائر، يُعاقب على **السب والشتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي** بموجب قوانين جنائية وخاصة تتعلق بالجرائم الإلكترونية والقذف العلني. تُعتبر هذه الأفعال جرائم ذات طابع عام إذا كانت موجهة ضد أشخاص أو مؤسسات، وقد تترتب عليها عقوبات مالية وحبسية. إليك تفاصيل العقوبة والإطار القانوني:


 **1. الأساس القانوني للعقوبة:**
 **أ. قانون العقوبات الجزائري (المواد 144 مكرر، 298، 299):**
   - **المادة 144 مكرر (القذف العلني):**  
     يعاقب بالحبس من شهرين إلى 6 أشهر وبغرامة من 50.000 إلى 250.000 دج كل من أهان شخصًا أو شتمه علنًا عبر أي وسيلة، بما في ذلك الإنترنت.
   - **المادة 298 (السب عبر الوسائل الإلكترونية):**  
     إذا تم السب عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني، قد تصل العقوبة إلى **سنة حبس** وغرامة تصل إلى **500.000 دج**.

 **ب. قانون الجرائم الإلكترونية (القانون 09-04 لسنة 2009):**
   - **المادة 46 (الإساءة عبر الشبكات):**  
     تُجرم نشر أي محتوى مسيء أو مخل بالآداب عبر الإنترنت، ويعاقب عليها بالحبس من **3 أشهر إلى 5 سنوات** وغرامة تصل إلى **1.000.000 دج**، خاصة إذا كان السب يتضمن تحريضًا على الكراهية أو عنصرية.

 **ج. قانون مكافحة خطاب الكراهية (القانون 20-05 لسنة 2020):**  
   - يُعاقب على نشر أي محتوى يحض على الكراهية أو العنف عبر الإنترنت، بعقوبة تصل إلى **7 سنوات سجن** إذا كان الخطاب يستهدف جماعة معينة.


**2. ما يُعتبر جريمة:**
   - إهانة شخص أو مؤسسة عبر منشور عام (مثل فيسبوك، تويتر، أو مجموعات واتساب).
   - نشر معلومات كاذبة تُسيء لسمعة الضحية.
   - التهديدات أو التحريض على العنف.
   - مشاركة المنشور المسيء (حتى لو لم يكن المُشارك هو الناشر الأصلي).


**3. الإجراءات القانونية:**
   - **تقديم شكوى:** يمكن للضحية تقديم شكوى مباشرة لدى النيابة العامة أو فرقة مكافحة الجرائم الإلكترونية (الـOCLCTIC).
   - **جمع الأدلة:** يجب توثيق المنشورات المسيئة (لقطات شاشة، روابط) كدليل مادي.
   - **المحاكمة:** تُصنف الجريمة كجنحة أو جناية حسب خطورتها، وقد تصل إلى محكمة الجنايات إذا تضمنت تحريضًا على الإرهاب أو الأمن القومي.


 **4. عقوبات تكميلية:**
   - تعويض مدني للضحية يحدده القاضي.
   - حذف الحساب أو المنشور المسيء بناءً على أمر قضائي.
   - تضمين السجل العدلي للمتهم، مما يؤثر على فرص العمل أو السفر.


 **5. توجُّه السلطات الأخير:**
   - منذ 2020، تشدد الجزائر الرقابة على المحتوى الرقمي، خاصة بعد احتجاجات "الحراك" وانتشار خطاب كراهية.  
   - في 2023، تم اعتقال عشرات المستخدمين بسبب منشورات مسيئة على فيسبوبك وتيك توك.

**6. دفوعات ممكنة لتجنب العقوبة:**
   - إثبات صحة المعلومات المنشورة (إذا كانت متعلقة بقضية عامة).
   - الاعتذار العلني وحذف المنشور قبل رفع الدعوى (قد يؤدي إلى تخفيف العقوبة).
   - عدم القصد الجنائي (صعب الإثبات في معظم الحالات).


 **7. مقارنة مع دول أخرى:**
   - تُعتبر العقوبات في الجزائر أكثر تشددًا مقارنة ببعض الدول العربية (مثل تونس أو المغرب)، حيث تصل عقوبة السب إلى **5 سنوات** في حالات التحريض.


**الخلاصة:**
الجزائر تُجرّم السب والشتم عبر مواقع التواصل بموجب قوانين صارمة، سواء عبر قانون العقوبات أو التشريعات الإلكترونية، مع عقوبات تتراوح بين الغرامات والسجن. يُنصح مستخدمو المنصات الرقمية بالالتزام بأخلاقيات النشر وتجنب أي محتوى قد يُعتبر مسيئًا لتجنب الملاحقة القضائية.



Post a Comment

أحدث أقدم